رفضت الممثلة اللبنانية نور أن تكون مجرد دمية جميلة منحتها الإعلانات جواز المرور إلى الأضواء وقررت أن تكون وجهاً يستمد حضوره من الموهبة التي تتحيّن الفرصة دوماً للإعراب عن وجودها.
تعيش نور هذه الأيام أجمل اللحظات بعد زواجها من رجل الأعمال السوري يوسف أنطاكي والنجاح الذي حققته عبر دورها في فيلم «ميكانو».
ما سبب غيابك عن العرض الخاص لفيلم «ميكانو»؟
كنت أقضي شهر العسل مع زوجي يوسف أنطاكي في دبي وجزر مرشيسيوس، لكني فرحت بالنجاح الذي حققه الفيلم على صعيدي الجمهور والنقاد. ما الذي شجعك على تقديم شخصية «أميرة» في فيلم «ميكانو»؟
أتاح لي العودة إلى تقديم الأدوار الرومنسية بعد غياب طويل عنها مع إني أعشقها، أميرة فتاة رومنسية تنتصر لحبها وتتمسك به على الرغم من قساوة هذا الاختيار، باختصار رأيت في أميرة جديداً لم أقدمه سابقاً سواء على مستوى الدور أو كعمل رومنسي.كيف كان استعدادك للدور؟
«ذاكرت» الشخصية جيداً وحاولت لملمة كل ما يتعلق بتفاصيلها، مع أنها قد تبدو بسيطة، إلا أن التعامل معها فنياً لم يكن سهلاً. يتميّز الفيلم بطبيعة خاصة وكل شخصياته مركبة وتزخر بتعقيدات وتفاصيل كثيرة، لا أفضّل التعامل مع الشخصية عبر الدراسة المكثفة، عادة، إنما من خلال الشعور بالدور وعيش نبضاته.ما الفرق في نظرك بين ممثل يتعامل مع مخرج واحد وآخر يفضّل التعاون مع أكثر من مخرج؟
شخصياً أفضّل العمل مع مجموعة من المخرجين بهدف التنوع في الأداء، بالإضافة إلى أن المخرج الواحد قد يعجز عن إبراز إمكانات الممثل المختلفة، كذلك يساعد التعامل مع مخرج جديد الفنان على التطور.
أتفهّم رغبة ممثل ما في حصر تعاونه مع مخرج واحد بعد أن تصل العلاقة بينهما إلى التفاهم من النظرات ما يساعدهما على الإبداع بشكل أفضل. علاقتك بوالدتك في الفيلم نمطية ولا تختلف عن العلاقة المكررة في معظم الأفلام العربية، ما رأيك؟
تميزت العلاقة بيني وبين والدتي في الفيلم بالمنطق وهي ضرورية لصنع معاناة إنسانية معينة تعيشها أميرة، في نظري كانت كل الشخصيات في مكانها المناسب، تمثل كل واحدة منها حلقة في سلسلة مترابطة تؤدي في النهاية إلى حبكة درامية متكاملة.بعيداً عن «ميكانو» ما الدور الذي تتمنين تقديمه؟
أرغب في تقديم شخصية تاريخية لكني لم أحدد حتى الآن واحدة بعينها، لأن الشخصيات التاريخية تحمل قدراً من الصدق والحقيقة لم أقدمه في أي من أفلامي في السابق.هل تحرصين على الحضورالسينمائي المنتظم كل عام؟
الصدفة وحدها تؤدي دورها في هذا الحضور، قد يمر وقت طويل من دون أن أقدّم جديداً، مع ذلك تعرض أفلامي من دون انقطاع وهي صدفة تسعدني.هل تخططين لحياتك عموماً؟
ليس بشكل دقيق، لا تحتاج الحياة إلى تخطيط، فكل شيء مقدّر ومكتوب، لكني لا أترك الحبل على الغارب، أعرف جيداً ماذا سأفعل غداً وبعد غد وأحاول قدر الإمكان أن أكون واضحة في أهدافي وبالتالي في خياراتي مع ترك مساحة للقدر.هل تجدين صعوبة في إيجاد سيناريو جيد في ظل ما يتردد عن أزمة السيناريوهات؟
بالتأكيد، لكن ليس بسبب أزمة السيناريوهات، إنما لأن الفنان كلما تقدم به العمر كلما قلت خياراته، فمثلا عندما يعرض عليَّ دور جديد وأشعر بأنه يشبه دوراً قدمته في السابق، ابتعد عنه فتضيع عليَّ فرصة تقديم دور جيد، من ثم يزداد المجهود في البحث عن دور جيد يوماً بعد يوم. هل توقعت النجاح لفيلم «ميكانو»؟
لم أتوقع له كل هذا النجاح، لكني توقعت أن يحقق ردود أفعال جيدة بين الجمهور، خصوصا أنه يعتمد على فكرة جديدة ومختلفة لم تتناولها السينما المصرية في السابق، ما شجعني على الاشتراك في بطولته لمجرد أن انتهيت من قراءة السيناريو.هل أعجبك أفيش الفيلم؟
كنت في لبنان أثناء تصويره ولم أستطع الحضور إلى مصر، كذلك كان تيم حسن في سورية، وحده كان خالد الصاوي موجوداً، ما اضطر المخرج محمود كامل إلى تصميم الأفيش من خلال تجميع صور فوتوغرافية من الفيلم.هل تتدخّلين في دعاية الفيلم وفي صورتك على الأفيش؟
لا أتدخّل عادة في مثل هذه الأمور وأتركها للمخرج حتى وإن أغضبني الأفيش، كما حدث في فيلم «مطب صناعي»، كانت صورتي صغيرة جداً، مع ذلك لم أعترض، لا تستمرّ الأفيشات ووحده الفيلم يبقى، فأين أفيش «مطب صناعي» اليوم، من يتذكره؟ لا أحد بينما يعرض الفيلم بنجاح على كل القنوات.كيف ترين نفسك وسط بنات جيلك؟
لا أستطيع أن أقيّم نفسي، لأنني لا أنافس سوى نور ولا أهتمّ بالمنافسات الدائرة بين النجوم، ما يعنيني الفن الذي أقدمه.ألا تشعرين بأن أولى بطولاتك المطلقة في السينما تأجلت مقارنة ببنات جيلك على غرار ياسمين عبد العزيز ومي عز الدين؟
لا أسعى إلى البطولة المطلقة بقدر ما أسعى إلى العمل الجيد، ماذا استفيد لو قدمت بطولة تسحب من رصيدي لدى الجمهور؟ لذا أهتم أكثر بالتدقيق في خياراتي وتطوير أدائي والتعلم من أخطائي وتقديم دور جديد في كل مرة وبإمكانات أفضل، لكن لا ينفي هذا الأمر رغبتي في تقديم عمل يحمل اسمي إنما في الوقت المناسب.وهل تلقيت عروضاً لتقديم بطولات مطلقة؟
نعم، لكنها لم تكن بأهمية أدواري السابقة، لذا يجب أن تأتي خطوة البطولة المطلقة بعد تفكير وتأنٍ واختيار متمهّل وإلا تضرّني بدلاً من أن تفيدني.