فرح يوسف: لن أتراجع عن تقديم الأدوار الجريئة

تواصل الممثّلة فرح يوسف من خلال فيلم {بالألوان الطبيعية} للمخرج أسامة فوزي تقديم أدوارها الجريئة بعد {قبلات مسروقة} و{الماجيك}، وكأن اختصاصهما تلك النوعية من الأدوار المثيرة للجدل واللافتة؟



عن دورها في {بالألوان الطبيعية} كان الحوار التالي.



كيف رشِّحتِ للدور؟



من خلال المخرج أسامة فوزي، الذي شاهدني سابقاً في عدد من الأفلام القصيرة، ومن خلال فيلمَيّ {الماجيك} و{قبلات مسروقة} رأى أن الدور مناسب لي.



ولماذا شخصية هدى تحديداً؟



سألت فوزي هذا السؤال، وأجاب بأن شخصية هدى تناسبني، لأنّ لدي الوعي الذي يحتاجه تجسيد الشخصية، ولثقته بي تحمّست للدور فوراً.



هل أحببت هذه الشخصية وتعاطفت معها؟



أحببتها فعلاً على رغم أن مشاهدين كثراً لم يتعاطفوا معها إنسانياً، إلا أنني أراها شخصية مختلفة، فهي ليست منحرفة كما قد يظن البعض، ولكنها صادقة جداً مع نفسها وقوية وتعرف كيف تحدّد هدفها، كذلك تمكنت من مواجهة المجتمع كله والاحتفاظ بحملها، وهي أيضاً إحدى أكثر شخصيات الفيلم توازناً بين الجميع.



لكن رفضت هدى بدايةً بشدّة فكرة الحب أو إقامة علاقة طويلة ثم فوجئنا بإصرارها على الاحتفاظ بالجنين، فبماذا تفسرين هذا التناقض؟



لأنها في البداية لم تكن تحب علي أو تثق فيه وكانت تحمي نفسها بهذه الطريقة، وعندما طالت العلاقة بينهما أحبّته بشدة لذا قررت الاحتفاظ بالجنين على رغم رفضه وتحمّلت مسؤولية اختياراتها.



هل تشبهك هدى؟



أتمنى أن أشبه هدى في صدقها الشديد مع نفسها وجرأتها ومواجهتها المجتمع وتحمّلها مسؤولية اختياراتها.



هل اعترضت على بعض المشاهد في الفيلم؟



أرى أن الممثل طالما وافق على قبول أحد الأدوار فإنه لا يحق له الاعتراض على أي تفاصيل، خصوصاً أنني أعمل مع مخرج عظيم أثق فيه، لذا لم تكن لدي أيّ اعتراضات.



وماذا عن المشاهد المثيرة والقبلات الطويلة؟



لم تكن الإثارة الاسم غير لائقية هي المقصودة في هذه المشاهد، لكنها كانت ضرورية لتوضيح طبيعة الشخصيات والعلاقة بينها.



وما رأيك بالهجوم الشديد على الفيلم واتهام البعض له بأنه ضدّ الدين؟



السينما دائماً وسيلة لطرح وجهات النظر، وعندما نقدّم فيلماً نقول رأينا من خلاله ولا نحاول دخول معارك، أما الذين يقولون إن الفيلم ضد الدين فأعتقد أنهم لم يشاهدوه بشكل جيد، لأنه لا يناقش قضية الدين بل علاقة التطرف بالإبداع، وقد كان البطل على علاقة بالله طوال الوقت. هدف الفيلم من وجهه نظري التأكيد على عدم وجود تناقض بين الفن والدين.



وماذا عن الهجوم الذي تعرّض له الفيلم من عميد كلية الفنون الجميلة وطلبتها؟



لم يشاهد هؤلاء الطلبة الفيلم، بل حكموا عليه من خلال الإعلانات، ولو كانوا شاهدوه لتأكدوا أنه يدافع عنهم وليس موجهاً ضدهم، كذلك لم يقصد الفيلم كلية الفنون الجميلة بقدر ما قصد المجتمع كله.



هل مررت بتناقض داخلي مثلما حدث مع بطل الفيلم؟



بالتأكيد، ولكن ليس بالدرجة التي كان عليها يوسف، وقد حسمت هذه التناقضات سريعاً، لأنني تسامحت مع أمور كثيرة.



ما الفرق بين العمل مع أسامة فوزي ومع مخرجين آخرين ؟



العمل مع أسامة فوزي ممتع جداً ومختلف كثيراً عن العمل مع أي مخرج آخر، فهو مخرج عظيم يحب الممثل الذي يعمل معه ويكون أميناً لأقصى درجة، ويعرف كيف يتعامل معه ليخرج أحسن ما لديه، كذلك يعطيه الفرصة ليضيف الى الشخصية فهو ليس مخرجاً ديكتاتوراً، ولا يقوم بتلقين الممثل بل يعمل على توجيهه بشكل صحيح، كذلك يخلق أجواء عمل جميلة بين فريق العمل كله.



يرى البعض أنك أصبحت تقدّمين نوعية واحدة من الأدوار، أي الجريئة منها؟



الأدوار الجريئة ليست عيباً، ولن أتراجع عنها، بل أتمنى الاستمرار في تقديمها، وهذا لا يعني أنني لا أقدم إلا نوعية واحدة، فأدواري في {الماجيك} و {قبلات مسروقة {وأخيراً {بالألوان الطبيعية} مختلفة تماماً، فأنا ضد النمطية ولن أسجن في نوع واحد.



يرى البعض أنك تقبلين بهذه النوعية من الأدوار التي ترفضها فنانات أخريات، تحديداً المشاهد المثيرة؟



لم أعد أهتم بهذا الكلام، لأنني مؤمنة بما أقدّمه، فالتمثيل بالنسبة إليّ عشقي الحقيقي وليس وسيلة للشهرة أو للغنى، وأحاول دائماً أن أكون صادقة في أعمالي كافة، ولا أدري سبب رفض هذه المشاهد على رغم أن الفنانات الكبار جميعهن قدّمنها مثل هند رستم ونادية لطفي وسعاد حسني وغيرهن.



هل يعني هذا أنها خطوط حمراء في اختياركِ الأدوار؟



لا ليس كذلك، لكن خطوطي الحمراء ترتبط بمبادئي، فلا يمكنني تقديم فيلم لا معنى له ويغازل نوعيات معينة من المشاهدين، مثلاً أرفض أي فيلم يروج للتطبيع مع العدو الصهيوني.




[img][/img]