فنانون وفنانات غير قادرين على الاستقرار

يبدو أن الأمر هكذا فعلاً.. فزواجات الفنانين والفنانات كتب عليها عدم الاستمرار، وإذا استمرت، فلا تدوم طويلاً، وإذا دامت، تتخللها المشكلات من كل جانب، ليكون الانفصال البائن مصيرها المحتوم في نهاية الأمر، ليؤكد هذا ما ألمح إليه البعض بأن حالة من الارتباك تسود العلاقات الزوجية الفنية دون غيرها. وقد اجتهد الكثيرون في تفسير أسباب عدم استمرار زواجات الفنانين والفنانات، وتباينت الأسباب من فنان لآخر، ومن حالة لأخرى، لتظل الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الظاهرة خفية.
تجارب فاشلة
ولعل في تعليقات بعض الفنانين والفنانات غير المتزوجين، لدى سؤالهم عن عدم الزواج، شيء من الإجابة، فكثير منهم يُرجع عدم زواجه إلى أنه متزوج من الفن، وهو لا يرضى لهذا الفن شريكاً يقاسمه اهتمامه وعنايته.
وفي خليجنا العربي، يوجد عشرات من الفنانين المنفصلين بعد زواجات فاشلة، بعضها استمر بضع سنوات، وأثمر عن ذرية، لم تشفع لاستمرار الزواج من أجل الصالح العام.
ولعل أشهر هؤلاء، الفنان محمد عبده، الذي انفصل عن زوجته قبل سنوات في هدوء تام، ويعيش حالياً حياة العزوبية، وهناك الفنان عبد المجيد عبدالله الذي انفصل عن زوجته ، دون معرفة الأسباب الحقيقية، ووقع الانفصال قبل نحو عامين، بعد زواج استمر 15 عاماً، وعند الانفصال، اتفقا على السرية بشأن أسباب الطلاق حفاظاً على الروابط الأسرية، كما جاء على لسان الشاعر ممدوح سيف مدير أعمال عبد المجيد عبد الله، حيث تم الإعلان عن الانفصال فى نهاية شهر مايو 2006، وتبين ان الانفصال وقع فعلياً في شهر مارس من العام نفسه، أى قبل شهرين من الإعلان عنه.
وللفنانات نصيبهن
من الفنانات الخليجيات المنفصلات، الفنانة البحرينية فاطمة عبد الرحيم، التي طُلقت عن زوجها مؤخراً، بعد زواج أثمر ولداً وبنتاً، وكذلك الفنانة البحرينية هيفاء حسين، التي لم يستمر زواجها طويلاً، لتفاجئ الوسط الفني بطلاقها من زوجها، وهناك الممثلة البحرينية زينب العسكري التي انفصلت عن زوجها، وترددت شائعات أنها تزوجت سراً.
مزاجية الفن
وأرجع البعض أسباب كثرة الانفصالات في حياة الفنانين والفنانات دون غيرهم إلى أسباب عدة، أهمها أن الفنان يكون أشبه بحالة مزاجية ونفسية متقلبة من لحظة إلى أخرى، وهذه الحالة من الصعب استيعابها وتحمل أوصافها من الطرف الآخر، الذي قد يرى أنه قد تسرع في الارتباط بصاحب هذه المزاجية، وبخاصة إذا كان الطرف الآخر ليس من أهل الفن.
فيما يرى آخرون أن الفنان الحقيقي هو الذي يهتم بعمله، ويمنحه كل وقته وتفكيره وجهده، وهذا ينعكس على شريك العمر الذي يبدأ في الشكوى والتضجر، ويوماً بعد آخر، يعلن هذا الشريك أنه لم يعد يحتمل المزيد، فيطلب الانفصال، وهناك رأي ثالث يعتقد أن الفنان أو الفنانة ليس لديه وقت لاختيار شريك الحياة المناسب الذي يرضى بالارتباط بفنان له ظروف عملية خاصة، فيقدم على خطوة الزواج دون دراسة أو تدقيق، ونتيجة هذا، ينفصل الفنان أو الفنانة عن شريك العمر لدى أول عقبة، أو في أسرع وقت.
مبالغة وفشل
على الجانب الآخر، يرى فنانون وفنانات أن هناك مبالغة في إطلاق وصف «الفشل» على زواجاتهم دون غيرهم، إذ يؤكدون أن حالات الطلاق تملأ الدنيا، بيد أن الأضواء لا تسلط الضوء إلا على الفنانين فقط، ويرون أن الفنان بشر عادي، وليس كائناً حياً جاء من السماء، حتى يتم تحليل أفعاله وتصرفاته بشكل خاص، بمعزل عن مجتمعه والآخرين.
أرقام مخيفة
ولم تقتصر حالات الطلاق والانفصال على الساحة الخليجية، التي مهما شهدت من هذه الحالات، تظل أقل بكثير مما يحدث في الساحة الفنية العربية، التي لا تحكمها أي معايير أو عادات في هذا الجانب.
ففي العامين الماضيين فقط، كانت هناك أكثر من 22 حالة طلاق وفسخ خطوبة شهدها الوسط الفني، والملاحظ أن حالات طلاق الفنانين في تزايد عاماً بعد آخر، فخلال عام 2006 كانت هناك عشر حالات بزيادة قدرها حالتان عن العام الماضي الذي قبله، وأربع حالات عن العام السابق له (2004).
ومما يضاعف من حجم القلق أن الكثير من حالات الانفصال التي وقعت هذا العام لم تتم بهدوء، بل غلب عليها المشاكل والأزمات والتي وصل بعضها لساحات المحاكم بين أزواج وزوجاتهم، كانوا بالأمس القريب مضرب الأمثال في الحب بداخل الوسط وخارجه.
ومن حالات فسخ خطوبة انفصال الممثل الكوميدي احمد رزق عن الفنانة حنان مطاوع بعد خطوبة استمرت عاماً، ووقع الانفصال فى نفس توقيت إعلان الخطوبة، ورفض الاثنان التحدث عن الأسباب التي أدت لانفصالهما بعد قصة حب كتبت عنها الصحافة.
كما شهد التوقيت نفسه انفصال الممثل الشاب احمد الفيشاوي عن خطيبته شيماء بعد خطوبة سريعة لم تتجاوز ثلاثة شهور، وتردد ان أسرة شيماء هي التي أصرت على فسخ الخطوبة، بسبب تداعيات قضية أحمد وهند الحناوى والتي ظلت حديث الرأي العام طيلة العامين الماضيين.
وأعقب هذا انفصال المطربة الكبيرة أصالة عن زوجها أيمن الذهبي بعد زواج استمر 14 عاماً، وبعد الانفصال تبادلا التصريحات النارية، وقام الذهبي بشن حملة عنيفة ضدها وصفتها هى بأنه يسعى لتشويه صورتها.
مفاجأة ساخنة
وفي مفاجأة هزت الوسط الفني في مصر والعالم العربي، انفصل النجمان نور الشريف وبوسي بعد زواج استمر قرابة الـ35 سنة، وقاما بضرب سياج حديدي حول الأسباب التي أدت لانهيار العلاقة بينهما، بعد كل هذه السنوات التى كانت مليئة بالحب والاستقرار وواجها خلالها الكثير من الأعاصير والشائعات وتردد مرات كثيرة عن محاولات تجرى لإعادة الأمور بينهما لطبيعتها.