في العالم المثالي سوف يعود جسمك الى حالته الطبيعية بعد الولادة مباشرة. اما في عالمنا الحقيقي، فانك لا تستطيعين العودة مباشرة الى شكلك السابق لانك تشهدين تغيرات كثيرة خلال هذه الاشهر التسعة. ويشير الاطباء عادة الى الأسابيع الستة التي تلي الولادة «بالفصل الرابع» لان جسمك لا يتوقف عن احداث تغيرات. ولن تكون تقلبات الوزن التحدي الوحيد الذي تواجهينه بعد الولادة. اليك بعض الامور التي قد تواجهك:
تقلص الرحم
بعد دقائق من الوضع، يبدأ الرحم بالتقلص والانقباض، مسببا تشنجات تعرف بالآلام الجانبية (تشبه آلام تشنجات الحيض). وفي الوقت نفسه، تبدئين بالتخلص من بطانة الرحم التي اصبحت سميكة اثناء الحمل. في البداية، يكون النزيف (يدعى هلابة سائل النفاس) صعبا، لكن مع مرور الايام، يصبح اخف اكثر فاكثر. عليك استخدام ضمادات معقمة في هذه الفترة: حيث تزيد السدادات القطنية من خطر الاصابة لانك مازلت في طور التعافي. وبعد ستة اسابيع، سوف يعود الرحم الى حجمه السابق تقريبا ويجب ان يكون النزيف قد توقف.
الألم في المنطقة الحساسة
اذا كانت الولادة طبيعية، فان المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج (تدعى العجان) قد تتقرح بسبب التمدد أو التمزق أو الجرح. حاولي وضع اكياس من الثلج واخذ مسكنات مثل «الايبوبروفين» أو «الاسيتامينوفين» لتخفيف الالتهاب. واذا اصبت بالبواسير اثناء الولادة، استعملي كمادات الهماميليس الباردة والكريمات المضادة لالتهاب البواسير التي تجدينها في الصيدليات. ويساعد ايضا الاسترخاء عدة مرات في اليوم في حوض الاستحمام بعد ملئه بالقليل من الماء الدافئ.
مناطق جديدة مسبب للمشاكل
تخسر معظم النساء حوالي اربعة كيلوغرامات ونصف الكيلو غرام من الوزن خلال الولادة، والذي يشمل وزن الطفل والمشيمة والنُّخط (السائل الذي يحيط بالجنين). الا ان التخلص من الوزن الزائد المتبقي يتطلب وقتا وجهدا اكبر. فوزن معظم النساء يزيد كيلوغرامين ونصف الكيلوغرام، أو اكثر بعد كل ولادة، وكلما زاد وزنك اثناء الحمل اصبح من الاصعب التخلص منه بعد الولادة.
وعندما تستطيعين العودة الى وزنك السابق، لا تتفاجئي اذا لم تبدو ملابسك القديمة جميلة كما كانت قبل الولادة. لان جسمك شكل انحناءات جديدة في مناطق معينة، مثل الصدر أو الارداف. كما يمكن للتغيرات في كمية الدهون المخزنة وترهل العضلات ان تلعب دورا في تغير شكل جسمك. ولخسارة الوزن الزائد بسرعة اكبر، حاولي القيام بتمارين قوة لشد الجسم وزيادة قوة العضلات.
تغير البشرة
يمكن ان تظهر على بطنك وصدرك وردفيك علامات التمدد اثناء الحمل، وللاسف، فان هذه اللطخات الارجوانية المائلة الى الاحمرار لن تختفي فجأة بعد الولادة، بل تتلاشى مع الوقت. ويمكن للمراهم الموضعية مثل التريتينوين ان تقلل من هذه العلامات، الا انه لا ينصح استخدامها اثناء فترة الارضاع، كما ان لها تأثيرا كبيرا اذا ما استخدمت بعد الولادة مباشرة.
الشعر أقل كثافة
بعد تسعة اشهر من الشعر الغزير واللامع، لن يكون من السهل تقبل سقوط الشعر اثناء الاستحمام. لقد ساعدت مستويات الاستروجين المرتفعة اثناء الحمل على ابقاء الجريبات الشعرية في حالة استرخاء (على عكس حالات النمو والتساقط)، وبالتالي تخسرين القليل من الشعر بشكل يومي. وبعد 12 اسبوعا من الولادة، وبعد ان تستقر مستويات الاستروجين، تبدأ الجريبات بالنمو والتساقط بسرعة لتعويض كل ما فات. عادة تخسرين 100 شعرة في اليوم، اما في الاشهر التي تلي الولادة فقط تخسرين ضعفي تلك الكمية. لا تقلقي: حيث يتوقف هذا التساقط الكثيف للشعر بعد 3 – 6 اشهر. واذا لم يتوقف استشيري الطبيب، لانك قد تكونين بحاجة الى حديد.
انتبهي لهذه الأعراضاتصلي بالطبيب فورا إذا شعرت بإحدى هذه التغيرات خلال فترة الأسابيع الستة التي تلي الولادة:
• زيادة برودة الجسم أو حرارته اكثر من 38 درجة مئوية.
• نزيف حاد مفاجئ (امتصاص اكثر من ضمادة في الساعة) أو الكثير من الجلطات الكبيرة.
• وجود رائحة كريهة بعد تخلص المهبل من الدم الفاسد.
• ألم أو احمرار شديدين أو نزيف من مكان بضع المهبل.
• الاصابة بالاغماء أو الغثيان أو التقيؤ.
• التبول بكثرة أو وجود حرقة أثناء التبول.
• الاصابة بالامساك لمدة ثلاثة ايام أو اكثر.
• التهاب أو احمرار (أو لطخات حمراء) في صدرك ترافقها حمى.
• وجود منطقة رقيقة أو منتفخة أو محمرة في اي مكان في الساق أو ربلة الساق (البطة).
• صداع متكرر أو تغيرات في الرؤية.
• انتفاخ شديد في الوجه أو الاصابع أو الاقدام.
• حزن شديد أو شعور بعدم القدرة على الاهتمام بنفسك أو بالطفل.