بينما ترصد الصحف المصرية ردود الفعل حول فيلمه الجديد «على جنب يا أسطى» انشغل الفنان المصري «أشرف عبد الباقي» بتصوير الجزء الخامس من مسلسله الكوميدي الشهير «راجل وست ستات»، ليفاجئ الوسط الفني المصري بمعادلة الرقم الذي انفرد به مسلسل «ليالي الحلمية» منذ سنوات طويلة كونه الأطول في تاريخ الدراما المصرية، صحيح أن نوعية كلا المسلسلين مختلفة، لكن أبطال «راجل وست ستات» نجحوا في الاستمرار وتصوير 150 حلقة، فيما لم يعرض حتى الآن سوى ستين فقط منذ رمضان الماضي، حول تجربته مع هذا المسلسل، وفيلمه الجديد، وشخصية سائق التاكسي غير النمطية التي قدمها، وبرنامجه الجديد «دارك» كان هذا الحوار مع «الشرق الأوسط» > نبدأ من «على جنب يا أسطى» إلى أي مدى أنت راض عن توقيت عرض الفيلم والإيرادات التي حققها حتى الآن؟
ـ السينما المصرية متغيرة طوال الوقت، ولم يعد هناك جدول منظم يمكن للفنان أو المنتج تحديد موعد عرض فيلمه قبل فترة كافية، بالتالي العثور على موعد عرض في بداية الصيف لفيلم «على جنب يا أسطى» هو أمر إيجابي جدا، وكلنا رحبنا به لثقتنا أن الشريط يتضمن اختلافا عن كل الأفلام المنافسة، والرهان في النهاية على الجمهور، سواء في صالات العرض أو أمام شاشة التلفزيون، وحتى الآن وصلت إيرادات الفيلم إلى مليون جنيه، وهو رقم طيب جدا، ويدعو للفخر، إذا قورن بعدد الشاشات ـ حوالي عشرين شاشة ـ وبالمنافسين والإمكانات المتاحة أمامهم.
> شخصية «سائق التاكسي» قدمت من قبل عدة مرات، لكن هناك اتفاقا على نجاحك في تقديمها بشكل مغاير، ما تعليقك؟ ـ كل الشخصيات قدمها الفن من قبل، ولا يمكن التوقف عن اعادة تقديمها، المهم هو بصمة الفنان، وأنا تعاملت مع صلاح باعتباره إنسانا، وتخيلت بمساعدة المخرج سعيد حامد، كيف يفكر، وما هي ردود أفعاله في المواقف المختلفة، وكيف لا بد أن يظهر للجمهور مشاعره من الداخل حتى لو لم يصرح بما يشعر به، كذلك لم تكن الشخصية مثالية على طول الخط كما ظن البعض، والدليل أنه وقع في حب فتاة أخرى غير زوجته قبل أن يفيق ويعود لحياته الطبيعية، واعتقد ان المصداقية التي تمتعت بها الشخصية، والحكايات التي قدمها السينارست عبد الرحيم كمال، هما سبب نجاح الفيلم لأن الناس شعروا بأنهم يشاهدون ما يحدث معهم في الشارع، كما تم اختيار طاقم الممثلين بشكل يناسب أدوارهم، آسر ياسين في دور الشقيق البلطجي، وأروة جودة الفتاة التي تسعى لاسترداد نجل شقيقتها، والأم خيرية أحمد، والزوجة روجينا.
> وكيف جاءت فكرة الاستعانة بهذا الكم من النجوم كضيوف شرف، حيث وصل عددهم إلى 20 تقريباً؟
ـ طبيعة الفيلم هي التي تطلبت ذلك، فالسائق يقابل أنماطاً بشرية عديدة، وهي أنماط تتطلب قدراً كبيراً من الحرفية في التمثيل، والحمد لله استجاب كل من طلبنا منهم المشاركة، ويكفي أن أسماء مثل سمير غانم وأحمد السقا وأحمد رزق، وزيزي البدراوي شاركونا تلك التجربة، بل هناك أسماء أخرى مثل شريف منير كان من المفترض أن يشارك لكن الظروف لم تسمح.
> وماذا عن اختيار الفنان الكويتي داوود حسين، والمشهد الذي جمعك معه؟
ـ داوود فنان كبير ومعروف جيدا في مصر، وبالمناسبة عندما اخترناه لهذا المشهد، التقى به محمد هنيدي في منزل سعيد حامد، وعرض عليه شخصية الخادم الهندي في «عندليب الدقي»، لكن فيلم هنيدي عرض قبلنا، فيما ندعى أننا أول ما اكتشف داوود حسين في السينما المصرية، والمشهد الذي جمعني معه، وصل للجمهور، لأنه عبر عن رؤية الشارع العربي للقومية العربية.
> نترك السينما ونتجه للتلفزيون، فيما ننتظر عرض الجزء الثالث من «راجل وست ستات» خلال رمضان المقبل، نراك تصور الجزء الخامس؟ ـ في أمريكا، الأعمال الناجحة تستمر، ونريد أن نطبق تلك القاعدة في الوطن العربي، وهناك أعمال جيدة عديدة راحت سريعاً بسبب عدم الاهتمام بها، لكن «راجل وست ستات» حطم رقماً قياسياً في رمضان الماضي عندما عرض على 22 قناة في وقت واحد، وأصبح نموذجا لمسلسل «السيت ـ كوم» الناجح، وهو تجربة نفخر جميعا بها، وللعلم، كل الحلقات يشاهدها الجمهور في الاستديو قبل العرض التلفزيوني، ولأن تصوير المسلسل واعداد الديكور ليسا بالأمر الهين، نقوم بتصوير الاجزاء المكتوبة بالتتابع، ثم يتم عرضها على الشاشة في وقتها المحدد لاحقاً.
> وما هو الجديد في حلقات «راجل وست ستات» علما بأن قناة أبو ظبي أعلنت مبكرا عن عرض المسلسل في رمضان؟
ـ نواصل في الاجزاء الجديدة، تقديم أفكار نابعة من المجتمع المصري، علما بأن الاتجاه نحو المحلية بمصداقية يلفت نظر الجمهور العربي جدا، كذلك لنرد على من يتهم المسلسل بأنه مقتبس عن عمل مماثل في أميركا، وهذا أمر غير صحيح تماما، لكنه نتج بسبب أن بعض المسلسلات المشابهة تم اقتباسها، وبجانب مشاركة الفنانة إنعام الجريتلي بدلاً من العزيزة الراحلة زيزي مصطفى، يوجد معنا أيضا عدد كبير من ضيوف الشرف في مقدمتهم الفنانة ميرفت أمين في شخصيتها الحقيقية، بجانب ماجد الكدواني وراندا البحيري، وغسان مطر، وخالد الغندور والعشرات من النجوم، كما سأقدم مفاجأة خاصة للجمهور في الموسم الثالث وهي الظهور بشخصية مختلفة لكن لا يمكنني الإفصاح عنها حالياً.
> كونت من خلال المسلسل ثنائيا ناجحا مع الممثل الشاب سامح حسين، ما خلفيات هذا التعاون؟ ـ سامح حسين ممثل شاب وموهوب في مجال الكوميديا، كما ساعدني الكبار في بداية مشواري، ارى أن علي الآن رد الواجب، وسامح يتعاون معي منذ عدة سنوات وفي عدة أفلام، لكنها المرة الأولى التي تتاح لنا فرصة تكوين ثنائي متناقض بشكل يثير ضحك الجمهور وهو نجاح لي وله وللمسلسل بكل تأكيد.
> وماذا عن التعاون مع مخرج لبناني هو أسد فولادكار، في إخراج مسلسل كوميدي مصري؟
ـ يمكنك الان الاستماع لنكت وايفيهات مصرية خالصة من «أسد فولادكار»، والإخراج موهبة وتكنيك قبل أن يرتبط بلهجة أو بيئة، واعتقد أن تجربة فولادكار نموذج للتكامل العربي في المجال الفني.
> كلامك هذا يجرنا لازمة نقابة الممثلين الأخيرة وأنت عضو منتخب في مجلس الإدارة؟
ـ الأزمة انتهت، والفنانون العرب المعروفون سيحصلون على عضوية تسمح لهم بممارسة عملهم، وكما قلنا الهدف مما حدث محاربة الدخلاء واعطاء فرصة للمواهب سواء المصرية أو العربية.
> أخيراً ماذا عن برنامجك الجديد «دارك» الذي يبث كل أربعاء على شاشة أبو ظبي؟
ـ نجاح تجاربي السابقة في هذا المجال، شجعني على قبول التجربة الرابعة، خصوصا انها تعتمد على حوار ودي مع الضيوف وكأنهم في بيتي، الأمر الذي يسفر عن حكايات وذكريات لم تخرج للجمهور من قبل، وحتى الآن تم تصوير 39 حلقة، وسنصور حلقات خاصة لشهر رمضان مع مجموعة من الفنانين الخليجيين.