بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدندن كثيرا زكريا بطرس حول الآية الثلاثة بعد الستين من سورة طه {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [ طه : 63].
يقول أنّ بها خطأ لغوي لا يمكن أن يقع فيه طالب في الصف الثالث الابتدائي !!
وهو يكذب، ووجه كذبه هنا أنّ الآية مكتوبة في المصحف ونقرأها بإن المخففة من الثقيلة ( إنْ ) وليست ( إنَّ ) المشددة. ومعروف ومشهور أنّ ( إنْ ) غير ( إنَّ ) المشددة. فهو كذّاب ينطق الآية على غير الوجه الذي كتبت به ثم يقول خطأ لغوي. وحين رد عليه أحد المستمعين بأنّ الآية مكتوبة في المصحف بـ ( إنْ ) المخففة وليست المشددة ، أجاب بأنّ القرطبي ذكر أنّ بعض القراءات بالتشديد وليس بالتخفيف، وهو يشدد تبعا لهذه القراءات. وهذه كذبة أخرى.
فالقرطبي قال أنّ منْ شدد إن في الآية نصب هذان فقرأ ( إنّ هذين لساحرين ) . ولم يقل القرطبي أنّ بعضهم شدد إن وقرأ ما بعدها بالرفع كما يدعي هذا الكذّاب اللئيم.
و ( إنْ ) المخففة من الثقيلة لا ترفع مبتدأ ولا تنصب خبر كالمشددة ( إنَّ ) و ( أنَّ ). وإنّما تأتي بمعان عدّة، منها الشرطية مثل قول الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَاراسم غير لائق فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} [ التوبة :6]، وتأتي بمعنى ( ما ) النافية مثل قول الله تعالى: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5)} [ الكهف : 4-5 ]، وقول الله تعالى عن المسيح ـ عليه السلام ـ {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} [ الزخرف: 59] فهي هنا بمعنى ( ما ) النافية في سياق الحصر بالنفي والاستثناء.
وتأتي بمعنى نعم مثل آية ( طه ) التي معنا {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [ طه : 63]. ويروى أنّ أعرابيا جاء لابن عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يسأله مالا فلم ير ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ له حق في المال فلم يعطه، وألح الأعرابي، ورفض ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فقال الأعرابي : لعن الله دابةً حملتني إليك، فأجاب : إنْ وراكبها .أي نعم وراكبها .
هذه عشرة كاملة، ولولا أنّ المقام مقال لزدت حتى تجاوزت الأربع مائة، ولكن يكفي هذا للحكم عليه بالكذب وبيان أباطيله.
هذا المعتوه الذى لا دين له والله برء منه
ولعنة الله على الكاذبين
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته