[url=mailto://][/url]
لماذا يصر نجوم الغناء على خوض تجارب سينمائية، على رغم الفشل الذي يلاحقهم؟ سؤال يتكرر مع كل فيلم يؤدي بطولته أحد نجوم أو نجمات الغناء ولا يستطيع الصمود في دور العرض، تماماً كما «بدون رقابة» الذي اقتسم بطولته أحمد فهمي وماريا.لا يقتصر الفشل على من يخوض التجربة للمرة الأولى، بل يمتد إلى أسماء قامت ببطولات سينمائية كثيرة، من بينها مصطفى قمر الذي لم يتمكن آخر أفلامه «مفيش فايدة» من الصمود كثيراً في دور العرض. حول تجربته في «بدون رقابة» يقول أحمد فهمي إنه لم يتسرّع في دخول مجال التمثيل ولا في تكرار التجربة، لأن رأي النقاد في أدائه واستحسانهم له بعد أولى تجاربه في «خليج نعمة» شجّعاه على التمثيل مجدداً، خصوصاً أن الإيرادات وحدها ليست الفيصل في النجاح، بل ثمة عوامل كثيرة تساهم به أو تحد منه كتوقيت العرض وعدد الصالات التي يعرض فيها الفيلم، والدعاية، لذا لا يجب تحميل المغني أسباب الفشل كافة.
أما المنتج محمد حسن رمزي فيقول: «نظرة نجوم الغناء إلى السينما تختلف من مغنٍ إلى آخر، فبعضهم يتعامل معها على أنها هواية وبعضهم الآخر يعتبرها نافذة للربح، فيما ينتفع كثر منها للإبقاء على اسمهم وصورتهم لدى الجمهور، خصوصاً أن الأخير قد ينسى المغنين، لكنه يشاهد الممثلين دائماً من خلال أفلامهم التي تُعرض على الفضائيات.
يُرجع رمزي سبب فشل كثير من أفلام المغنين إلى السرعة في اختيار الأفلام، إذ يحرصون على وجودهم في السينما بصفة مستمرة متناسين تدقيق اختياراتهم على رغم أنها الأهم والجيد منها كفيل بإبقائهم في ذاكرة الجمهور والسينما على السواء.
تشير الناقدة ماجدة موريس إلى أن سبب فشل هذه الأفلام يعود إلى جمهور المغنين، فقد لا يضمن عدده نجاح الفيلم بشكل كبير. أما حول تكرار تجارب بعض الأسماء وعدم تخوّف جهات الإنتاج من إسناد البطولات إليه فتوضح الناقدة أن شاشات التلفزيون أصبحت سوقاً جيداً لعرض الأفلام، لذا لم يعد فشل الأخيرة التجاري عائقاً، خصوصاً مع انتشار فضائيات متخصصة في عرض الأفلام.
تؤكد موريس أن المغنين الشباب لم يتركوا بصمة واضحة في السينما، فأفلامهم يغلب عليها الطابع التجاري، وتغيّبهم عن التمثيل لن يوثر على السينما ولن يشعر الجمهور بغيابهم.
أما الناقدة خيرية البشلاوي فتختلف مع موريس في الرأي، مؤكدة أن عدداً كبيراً من نجوم الغناء أضاف الكثير إلى السينما وجاء كمقدمة لإعادة الأفلام الاستعراضية إلى شاشة السينما، خصوصاً أن الأفلام أصبحت تحتوي على أغنيات كثيرة ومستوى بعضها لا بأس به، الأمر الذي أثرى الساحة كثيراً.
تشير البشلاوي إلى أن الجمهور يفتقد نجومه في حالة غيابهم فعلاً، خصوصاً إذا اعتاد مشاهدتهم سنوياً، تماماً كما مصطفى قمر الذي قدم تجارب سينمائية ناجحة كثيرة.
ترى المنتجة مي مسحال أن وجود نجوم الغناء في السينما ظاهرة ليست جديدة وهو ما تؤكده بدايات السينما، فأحسن أفلام السينما المصرية قدمها مطربون أمثال عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، مشيرة إلى أن سبب إخفاقات المغنين الأخيرة سوء اختيار الأعمال، وأن نجاح الفيلم أو فشله لا يعتمد في الحقيقة على الممثل فحسب، بل على القيمين عليه كلهم وعلى توقيت عرضه. لكن، للأسف يظل معيار النجاح معتمداً على بطله.
تعترف مسحال بأن بعض المغنين لا يصلح للسينما، إلا أنه اقتحمها لزيادة شعبيته، مؤكدة أن نجاح الفنان في اختيار قصة جيدة يضاعف جماهيريته.