|
- |
يتغير الزمن ولا تتغير العلاقة بين المرأة والرجل، التي في ما يبدو ستظل أقرب إلى علاقة «توم وجيري» الثنائي الكرتوني المحفور في ذاكرتنا.
هذه العلاقة بكل إشكالياتها هي «التيمة» الأكثر تداولاً في الدراما المصرية وكان لها هذا العام نصيب الأسد وبتنويعات مختلفة، حتى دراما الست كوم أدلت بدلوها في هذه القضية.
فهل هي حلقة جديدة من حلقات الصراع بينهما فرضها الواقع الذي سيطرت عليه مشاكل المرأة، أم ضرورة فنية بحكم أن أبطالها من النساء؟
«نساء لا تعرف الندم» في مقدمة هذه المسلسلات، تدور أحداثه حول شقيقات خمس يحقدن على الرجل وتسعى كل واحدة منهن إلى الانتقام منه بطريقتها الخاصة، حتى الحالة النسائية الوحيدة بين الشقيقات التي تحررت من عقدة الاضطهاد للرجل تحاك ضدها المؤامرات لتدمير علاقتها به.
القضية نفسها يناقشها مسلسل الست كوم «بيت العيلة» ولكن بطريقة كوميدية، تدور أحداثه حول شقيقات أربع تطلقن من أزواجهن ويعشن معاً في منزل الأسرة مع ما يحمل هذا الواقع من عقد نفسية واجتماعية.
صدمة وخداع
في السياق نفسه تدور أحداث مسلسل «الرجل والطريق»، الذي تؤدي بطولته الفنانة صفية العمري ويتمحور حول جليلة السيدة القوية المتسلطة التي تتولى زعامة عصابة بعد مقتل زوجها وتتمكن من تخويف أهالي القرية التي تعيش فيها، بتوصيف أدق تتحكم بمصائر الرجال.
صدمة المرأة بالرجل وانخداعها فيه واعتمادها على ذاتها كلها عوامل تدور حولها مجموعة أخرى من المسلسلات في مقدمها «هالة والمستخبي» الذي تؤدي بطولة ليلى علوي وتدور أحداثه حول امرأة تعاني مشاكل زوجية فتضطر إلى الاعتماد على نفسها في تربية أبنائها الخمسة، كذلك يناقش مسلسل «هانم بنت باشا»، بطولة حنان ترك، قصة فتاة تغرم بشاب يتعامل بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» ما يسبب لها صدمة.
مشاكل واقعية
يوضح السيناريست ممدوح فهمي، مؤلف «نساء لا تعرف الندم»، أن المسلسل يناقش المشاكل التي تتعرض لها المرأة في المجتمع المصري في محاولة لتحليل الأبعاد النفسية التي تدفعها للانتقام من الرجل.
من جهته يرى مخرج المسلسل ناصر جابر أن كثافة الدراما المتمحورة حول قضايا المرأة لا علاقة لها بالموضة ولكنها مرتبطة بالمشاكل الاجتماعية المطروحة اجتماعياً. أما عن المنافسة وسط هذه «الكثافة» فيؤكد ناصر أن العمل الجيد يفرض نفسه في النهاية.
بدوره يؤكد محسن أحمد مخرج مسلسل «بيت العيلة» أهمية أن تطرح الدراما قضايا حقيقية وواقعية بغض النظر عن طرق علاجها، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، «المهم هو الصدق في الطرح وهو ما يمكن تلمسه في هذا المسلسل» على حدّ تعبيره.
علاقة المرأة بالرجل
يشدد السيناريست عمرو سمير عاطف، مؤلف {بيت العيلة}، أن ثمة قضايا تطرح أكثر من مرة في الدراما ومنها علاقة المرأة بالرجل، «لا يعدّ هذا التكرار عيباً، فالأهم كيفية الطرح والمعالجة الدرامية التي تتم عبرها كتابة السيناريو» على حدّ تعبيره.
أما إبراهيم الشوادفي، مخرج «الرجل والطريق»، فيرى أن المسلسل لا يقتصر على طرح قضية المرأة فحسب، لكنه يرصد المتغيرات والظروف السياسية التي مرّت بها البلاد خلال الفترة التي تدور وسطها الأحداث.
من جهته يوضح الناقد محمود قاسم أن اهتمام الدراما بالمرأة مطروح منذ سنوات، ما يعني أن زيادة الأعمال الدرامية التي تناقش قضايا المرأة أمر طبيعي ومتوقع في ظلّ الاهتمام الكبير الذي توليه الدول العربية للمرأة وحقوقها.
يشير قاسم إلى أن اهتمام الأعمال الدرامية بقضايا العنف التي تمارسها المرأة هو انعكاس للجرائم التي ترتكبها هذه الأخيرة وتنشر في الصحف والتي زاد الاهتمام بها في الفترة الأخيرة.
صور مختلفة
تتفق في الرأي معه الناقدة ماجدة خير الله وتوضح أن المرأة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الدراما التلفزيونية، لأنها تشكل في الواقع أكثر من نصف المجتمع، مشيرة إلى أن إيمان المجتمع بأهمية المرأة ودورها القوي ظهر في الفترة الأخيرة وأدى إلى احتلال المرأة المكانة الأوسع في الدراما.
ترى خير الله أنه من الطبيعي أن تتناول الدراما المرأة بصور مختلفة فخرجت عن صورة الفتاة الرومنسية والرقيقة وظهرت بنماذج حقيقية موجودة في الواقع.