|
- |
لم يكن الماراثون السينمائي الصيفي هذا العام طويلاً، لكنه كالعادة كان ساخناً وشهد أحداثاً عدة أدّت دوراً في التأثير على الإيرادات، بدءاً بالرعب من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، الذي أثر بشكل ملحوظ على شباك التذاكر وإيرادات الأفلام، وانتهاء باقتراب حلول شهر رمضان المبارك الذي اختصر شهراً تقريباً من عمر الموسم.
بعيداً عن هذه الملابسات سجل فيلم «عمر وسلمى» لبطله تامر حسني المرتبة الأولى في شباك التذاكر، متخطياً حاجز الـ 20 مليون جنيه ومتفوقاً على «ألف مبروك» لأحمد حلمي الذي حقق 14 مليوناً ونصف المليون جنيه تقريباً، و «طير أنت» لأحمد مكي الذي حقق حتى الآن 13 مليوناً.
اللافت أيضاً أن «عمر وسلمي» تفوق على «بوبوس» للنجم عادل إمام الذي ظل لسنوات طويلة ينافس على قمة شباك التذاكر، إذ لم ينجح الفيلم في تجاوز حاجز الـ 8 ملايين جنيه، يليه «احكي يا شهر زاد» لمخرجه يسري رزق الله ونجمته منى زكي الذي حقق في إجمالي إيراداته حوالي 5 ملايين جنيه.
لماذا حقق «عمر وسلمى» على رغم بساطة قصته والأخطاء الفنية والسينمائية الواضحة فيه هذه الإيرادات؟
يرى الناقد عصام زكريا أن الأفلام التجارية هي التي تحقق أعلى الإيرادات، مشيراً إلى أن الفيلم خفيف ويناسب موسم الصيف، فالناس في هذه الفترة لا تحب الأفلام التي تحمل أفكاراً أو حتى مشاكل، باختصار لا تريد أن تشغل تفكيرها بأي شيء. بالتالي يميل الجميع إلى مشاهدة أفلام خفيفة مثل «عمر وسلمى».
يتابع زكريا: «عادل إمام نفسه لم يحقق للناس هذه المتعة عبر فيلمه فـ{بوبوس}، في الحقيقة «سيئ»، ولم يستطع إضحاك الناس بسبب عدم تميّزه، حتى أن القصة لم تكن مقنعة بعكس «عمر وسلمى» الذي تفوق كفيلم كوميدي».
فيلم متواضع
يتفق الناقد محمود قاسم مع ما طرحه زكريا، موضحاً أن غالبية أفلام هذا العام إما مليئة بمشاهد العنف والدم أو بمشاكل الحياة اليومية، فيما الجمهور لديه ما يكفي من ضغوط الحياة. بالتالي يبحث عن «نسمة صيف خفيفة» تزيل عنه عناء العام ومشاكله، وهذا ما وجده في «عمر وسلمى».
يضيف قاسم: «إنه الفيلم الوحيد المقبول في السوق. صحيح أنه من الناحية الفنية متواضع، لكنه على الأقل أفضل بكثير من فيلم عادل إمام الساذج جداً».
للناقدة ماجدة موريس رأي آخر، إذ ترى أن جماهيرية تامر حسني وشعبيته الكبيرة هما السبب الأساسي في نجاح الفيلم واحتلاله المركز الأول في شباك التذاكر، وتتابع أن حسني «نموذج» لعدد كبير من الشباب، وجمهور السينما غالبيته من الشباب الذين يجدونه الشخص الأقرب إليهم، لأنه يعبر عن أسلوب حياتهم ومشاكلهم وعلاقاتهم، أما فيلم عادل إمام وعلى رغم أنه كوميدي، إلا أنه يناسب الكبار المهتمين بالسياسة والشؤون العامة وعلاقة الحكومة برأس المال، وهو أمر لا يشغل الشباب كثيراً، أضف إلى ذلك أن إمام أصبح لا ينتمي إلى هذا الجيل وغير قادر على التعبير عنه، فمن الطبيعي إذاً أن يقبلوا على فيلم «تامر حسني».
الكلام نفسه أكده الناقد طارق الشناوي، مشيراً إلى أن حسني يحظى بجمهور كبير، ما يجعل وجوده في أي فيلم دافعاً لكل محبيه لمشاهدته مراراً. كذلك فإن موضوعه بسيط للغاية، زواج، وخيانة، مع مجموعة من الـ{إفيهات»، إضافة إلى الغناء وخفة ظل الأطفال، وهي «توليفة» يحبها الجمهور كثيراً ويقبل عليها، بعكس الأفلام الأخرى التي شاهدناها والتي يشتمل معظمها على عنف ودم ومشاكل اجتماعية سخيفة.
بدوره، يشير المنتج هاني جرجس فوزي إلى الفرق بين الترفيه والفيلم السينمائي، موضحاً أن «عمر وسلمى» فيلم ترفيهي، وليس سينمائياً بالمعنى الصحيح فهو عبارة عن مجموعة من المشاهد المنفصلة، لكن المضحكة جداً.
يتابع جرجس: «شخصياً ضحكت كثيراً عندما شاهدته، ما يؤكد أن الفيلم استحوذ على إعجاب عدد كبير من الجمهور الذي وجده مناسباً كترفيه، لكن ليس كعمل فني حقيقي».