السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مقــابـلـة شـخـصـيـة مع شـهــر رمـضـان الكـريـم*
*
*
*
السلام عليكم أيها الشهر الكريم ورحمة الله وبركاته،،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
قريباً أعود إليكم شهرا كاملا بعد غيابي،،
من أنت أيها السيد الوقور؟
أنا ضيفكم الراحل،،
وزائركم المؤقت،،
وناصحكم الأمين،،
أنا ركن من أركان الإسلام،،
وقبس من نور الإيمان،،
أهلا وسهلا بك،،
ما اسمك أيها الضيف الزائر؟
اسمي رمضان،،ابن الزمان،،وحفيد الأيام،،وأخو شعبان،،
كم يبلغ عمرك؟
عمري يقرب من ألف وأربعمائة وثمانيه وعشرون عام 1428هـ
من أين أتيت؟
أتيت من عند الرحمن،،الذي خلق الإنسان،،وعلمه البيان،،
أين تسكن يا حضرة الفاضل المحترم؟
اسكن في قلوب المؤمنين،،وفي ديار المتقين،،وبجوار المحسنين،،
هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام؟
نعم،،
لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل،،
ودفعت أغلى الأثمان،،
فكان أن طردني البخلاء الأشقياء،،
وتجاهلني الأغنياء الأذلاء،،
وعبس في وجهي التعساء الجهلاء،،
ولكني لم أيئس،،
فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين،،
والأتقياء الصالحين،،فوجدتهم ينتظرون لقائي،،
ويستعدون لاستقبالي،،
وكم تقيم عندنا ؟
أيام معدودات،،تسع وعشرون أو ثلاثون يوماً
ما هي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟
مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم،،
أما الزراعة :
فإنني أغرس الإيمان في القلوب،،
وأزرع المحبة في النفوس،،
وابذر الأخلاق في الطباع،،
واسقيها بماء الطهر والإخلاص،،
وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان،،
فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان،،
ونجني ثمار الفلاح والنجاح،،
كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور،،
وأقلع جذور الفساد والغش والحسد
من النفوس فتنتج المحبة والمودة والإخاء،،
أما الصناعة:
أصنع الأجسام القوية،،
والنفوس الأبية،،
والأرواح الزكية،،
وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال،،
وأجمع ما تفرق من أشتات،،
وأطهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة،،
فأنتج الأبطال الأقوياء،،
والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم،،
يا لها من صناعة
تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقود العالم إلى الخير،،
وماهي تجارتك ؟
تجارتي لن تبور،،
فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات،،
فمن تعامل معي،،ربح الجنة وفاز بالحياة،،
ومن تنكر لي وغش،،خسر البركة والخيرات،،وحبطت أعماله
وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى،،
فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
وما هو طبك ؟
إنني أداوي الأجسام السقيمة،،
والنفوس المريضة،،
والعقول التائهة،،
فأبعد عنها كل ضعف وشح وشرك،،
وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال،،
وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟
أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن
ماذا تعلم الناس ؟
أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد،،
وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح،،
والأمانة والوفاء والصدق والصبر والتعاون والإخلاص،،
لقد عرفنا الكثير من مزاياك،،
وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد،،وكلامك الرشيد
فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
نعم،،
أنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن،،
أنا شهر التوبة والغفران،،
أنا في ليلة القدر التي هي خيرمن ألف شهر،،
من حرمها فقد حرم الخير كله،،
ولا يحرم خيرها إلا محروم،،
أنا الذي رافقت آباءكم المسلمين
في معارك بدر و اليرموك و حطين،،
فأعطيتهم القوة والعزيمة
وعلمتهم الصبر والثبات
فكان النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم،،
يا أيها السيد الكريم هل لك من شيء تقوله أخيرا ؟
نعم،،
إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا
بارك الله صيامكم وغفر ما تقدم من ذنوبكم،،
ورزقكم من الطيبات لتزدادوا خيرا على خير وبركة على بركة،،
أما أنتم أيها البخلاء الطامعون،،والأغنياء اللاهون
والتجار المحتكرون،،والمفطرون العابثون،،
فقد مررت بدياركم فوجدت أبوابكم مؤصدة وبيوتكم مقفلة
وقلوبكم خاوية إلا من الطمع وحب المال والفساد والضلال،،
فلا خير فيما تجمعون ولابركة فيما تكدسون،،
بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له،،
_________________