mony مشرف الجناح العام
عدد الرسائل : 6699 العمر : 32 اعلام : المزاج : اوسمه : السٌّمعَة : 2 مستوى العضو : 456 تاريخ التسجيل : 29/01/2008
| موضوع: هل يمكن أن يرضى الله بنا ولا نرضى نحن به؟ الإثنين أبريل 28, 2008 2:29 pm | |
|
لقد قال الله تعالى عن عباده الذين استحقوا القرب منه سبحانه: "رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ".. ولابد لكل إنسان أن يسأل إذا ما كان منهم أم لا..
لقد رضي الله عنك أيها الإنسان فجعلك تذهب لتصلي أو تحضر درسا أو تقرأ كلمة تذكرك بالله ورسوله.. فإن كنت ممن يشعرون بأن الله رضي عنهم فهل أنت راض عن قضاء الله وقدره لستحق أن تكون ممن قال فيهم: "وَرَضُوا عَنْهُ"؟
هناك من هم غير راضين عن الله، هناك من يريدون أن يعدلوا على ما قدر الله. هناك من بعدوا كثيرا عن حقيقة قوله: "وَرَضُوا عَنْهُ" فلا يرضون بقضائه وقدره، ولا يظنون فيما قدّره عليهم الخير لهم، أو في أوامره وجوب الطاعة لجنابه الأسمى.
فإذا كان ملك الملوك قد رضي بي على استغنائه وعطائه وعظم ملكه وهو الخالق الرازق، فكيف لا أرضى؟! وكيف لا أفر إلى الله، وأسعى إليه، وأنا العبد الفقير المحتاج إليه في كل شيء وفي كل نفس؟!
فسبحان القائل: "إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا".
تعبير قرآني عظيم يصف لنا خضوع المؤمن الحق خضوعا كاملا لله، إنه الذل لله. ويقول العلماء عن قوله "خَرُّوا" إنه يعبر عن الذوبان شوقا وحبا وأن كلمة الله ورسوله تؤثر فيهم فيسقطون دون تكلف ودون إرادة فارقب قوله تعالى عن قرآنه الكريم: "تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ".
إن الله هو الذي يوفقك لما يرضاه فلو بكيت فإنه هو الذي أبكاك لتتقرب بالدموع إليه. وهناك دمعتان يحبهما الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَأَمَّا الأَثَرَانِ فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ".
فالله هو الموفق لك في كل هذا.. ليوفقك لرضاه ويوفقك لجنته.. كل هذا من رضاء الله فاحذر أن يرضى الله عنك ثم لا ترضى أنت عنه.
إن من الرضا من الله أنه بعد كل جمع خير، أو مجلس علم، أو مجلس ذكر، يقول الله لملائكته عن عباده هؤلاء: "أشهدكم ملائكتي أني قد غفرت لهم".. يغفر لنا رغم كثرة الذنوب رغم العيوب ورغم الغفلة. مجرد لحظة يقظة هو سبحانه الذي وفقك إليها يغفر لك.. إعلان أن الله رضي عنك أيها الإنسان فهل أنت راض عن الله؟
فكيف أن الله الكبير العظيم يرضى بالعبد الذليل العاصي، فيفرح لتوبته، ويفرح لهداه، ويفرح لتوكله، ويذكر هذا العبد إذا ذكره حتى يقول الله في حديثه القدسي: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي".. كيف يقبلنا كل هذا القبول ويرضى عنا كل هذا الرضا ونحن لا نقبل عليه ولا نرضى به؟!!
فإياك إياك أن يرضى هو بك ولا ترضى به.. إنه بانتظارنا دائما لنعود ونتوب. إنه القائل جل شأنه: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
يقول العلماء إن الله جعلنا نطلب منه بفعل الأمر كما في قوله: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"..وفي قوله تعالى: "رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا"..
فمن أنت أيها الإنسان لتتكلم بهذه الصيغة؟؟ وهنا يؤكد العلماء أن الله قد علمك أن تتكلم بها ليؤكد لنا أنه قريب. وأنه مجيب، ولم يطلب منا إلا أن نستجيب ونؤمن حتى يرشدنا إلى الخير وإلى الصواب.
فاعلم أن كونك مؤمنا نعمة عظمى حُرم منها الكثيرون ومنهم "أبو طالب" عم النبي صلى الله عليه وسلم. ورغم دعاء النبي له ودعوته له للإسلام إلا أنه لم يستجب، الله الذي لم يرضَ بعم النبي لأنه لم يسلم، يرضى بك أنت أيها العبد العاصي الضعيف، فإذا دعوته يا رب قال: "لبيك عبدي"..
لقد اشتد في عهد سيدنا "موسى" الجفاف وعزّ المطر، فنادى "موسى" ربه أن ينزل المطر، فقال له الله إن عبدا بينهم عصى الله أربعين سنة وإن المطر لن ينزل إلا إذا خرج هذا العبد، فإذا بسيدنا "موسى" يطلب من الناس أن يخرج من بينهم هذا الرجل حتى يُغاث الناس فلم يستجب أحد، عندها ناجى هذا العبد ربه واعترف بذنبه وتاب إليه وقال في نفسه أخشى أن أخرج بين الناس فيفتضح أمري، وهنا نزل المطر فتعجب سيدنا "موسى" أن الله استجاب ولم يخرج أحد من الناس فسأل الله أن يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد؛ فأجابه الله أن يا "موسى" لقد تاب عبدي ففرحت بتوبته فنزل المطر بفرحتى به.. فلما طلب سيدنا "موسى" أن يعرف الرجل ليصاحبه أجابه الله بقوله: "يا موسى سترته وهو عاص أفأفضحه وقد تاب". "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".. فالله يحب عباده ويفرح بتوبتهم، إنه الرضا بنا على ما نحن عليه، فلماذا لا نرضى عن الله؟!
لا تظن يا أخي أن أي إنسان ولو كان ملتزما ليس فيه شيء من الشهوات. لكن الفرق بينه وبين غيره أنه يجاهد نفسه، أنه لا يلتفت عن الله قدر استطاعته فالملتفت لا يصل. إنما هو يؤمن بأنه يجب أن يرضي ربه بمجاهدته نفسه.. "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا"..
فهيا بنا نقف على باب الجنة وقوف العباد الأذلاء، وقوف الراضين بحكم الله وقدره وقضائه، وقوف الواثقين بأن الله اختار لنا ما فيه الخير لنا ولحياتنا الدنيا والآخرة. هيا بنا نقف على باب الملك وقوف الفقراء المساكين ليتصدق علينا.. وقوف الذين يطلبون منه أن يمدهم بالتوفيق ليكونوا عبادا صالحين.
فاللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ورضوا عنك.. اللهم آمين..
***
[i][b] | |
|
The Queen الادارة
عدد الرسائل : 6373 العمر : 37 المزاج : feel in love اعلام : المزاج : السٌّمعَة : 5 مستوى العضو : 1681 تاريخ التسجيل : 22/01/2008
| موضوع: رد: هل يمكن أن يرضى الله بنا ولا نرضى نحن به؟ الإثنين أبريل 28, 2008 9:29 pm | |
| | |
|
ahmed007 حبيب ماسى
عدد الرسائل : 1855 العمر : 39 اعلام : المزاج : السٌّمعَة : 3 مستوى العضو : 12 تاريخ التسجيل : 18/04/2008
| موضوع: رد: هل يمكن أن يرضى الله بنا ولا نرضى نحن به؟ الخميس مايو 01, 2008 2:39 am | |
| اكثر من روعه انتى الافضل وان شاء الله ان تكون دوما من الصالحين قولوا امين على فكره الدعوه دى مش لاى حد | |
|
mony مشرف الجناح العام
عدد الرسائل : 6699 العمر : 32 اعلام : المزاج : اوسمه : السٌّمعَة : 2 مستوى العضو : 456 تاريخ التسجيل : 29/01/2008
| موضوع: رد: هل يمكن أن يرضى الله بنا ولا نرضى نحن به؟ الخميس مايو 01, 2008 4:51 pm | |
| اااااااااااااامين
ومشكورين ع المرور | |
|
احمد ربيع حبيب ماسى
عدد الرسائل : 2005 العمر : 49 المزاج : الحمد لله اعلام : المزاج : اوسمه : السٌّمعَة : 1 مستوى العضو : 8 تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: هل يمكن أن يرضى الله بنا ولا نرضى نحن به؟ السبت مايو 10, 2008 7:56 am | |
| اللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ورضوا عنك.. اللهم آمين.. بارك الله فيكى اختى الكريمة تحياتى وفى انتظار جديدك | |
|